آخر تحديث بتاريخ: 08/03/2008
رام الله -معا- تواصل بلدية رام الله تنفيذ حملة تشجير المدينة، والتي أطلقتها في الخامس من الشهر الفائت، بمناسبة مرور 100 عام على تأسيسها.
وتمثل الحملة باكورة احتفالات البلدية بمئوية تأسيسها، وتم في إطارها زراعة 5000 شجرة من أنواع مختلفة في شتى أحياء رام الله، علما بأن الحملة ستستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، حيث ستزرع في إطارها 15 ألف شجرة في مختلف أحياء مدينة رام الله.
وتنفذ الحملة بدعم من عدد من المؤسسات المصرفية، على رأسها البنك العربي، وبنك القاهرة -عمان، وبنك القدس للتنمية والاستثمار، وبنك فلسطين المحدود، حيث لاقت منذ انطلاقتها تجاوبا كبيرا، ومشاركة مميزة من متطوعين من عدد كبير من المؤسسات والمدارس في رام الله.
وتخلل الحملة تنفيذ عدد كبير من الأيام التطوعية لزراعة الأشجار، بمشاركة أكثر من 1000 متطوع من الطلبة وبعض موظفي البنوك الداعمة، وممثلي الكثير من المؤسسات، تشمل كلا من مؤسسة عبد المحسن القطان، ومجموعة الهيدرولوجيين، وشبكة المنظمات البيئة الفلسطينية، ومركز السلامة على الطرق وسلامة البيئة، والمؤسسة الفلسطينية للتبادل الثقافي، والهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب، ومؤسسة "مفتاح"، والشركة الوطنية لصناعة الورق، واتحاد لجان العمل الزراعي، والهلال الأحمر، وسرية رام الله الأولى.
كما شارك في الأنشطة التطوعية المئات من طلبة جامعة بيرزيت ، ومدارس "الفرندز"، و"عين مصباح"، و"راهبات مار يوسف"، و"المستقبل"، و"بنات رام الله الأساسية"، و"الإنجيلية"، و"الرجاء الإنجيلية اللوثرية"، و"عزيز شاهين".
وذكرت رئيسة بلدية رام الله، جانيت ميخائيل ، أن الحملة تمثل حدثا في غاية الأهمية، عدا عن أنها باكورة احتفالات البلدية بمئوية تأسيسها، ورأت أن مشاركة شخصيات من القطاعين العام والخاص وبلدية رام الله، يمثل الشراكة بين هذه الأوساط التي أعربت عن أملها في تناميها.
وبينت أن البلدية وضعت خطة طموحة لإحياء مئوية تأسيسها، تشتمل على تنفيذ عدد كبير من المشاريع الحيوية، موضحة أن الاحتفالات ستستمر على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وامتدح رئيس لجنة الصحة والبيئة في البلدية، الدكتور فهد حبش، الحملة، مشيرا إلى أنها رائعة، وتعكس اهتمام البلدية بالنواحي البيئية، والارتقاء بالمظهر الجمالي لمدينة رام الله.
واعتبر حبش، أن الحملة تجسد أفضل وسيلة للبدء باحتفالات البلدية بمناسبة مرور 100 عام على تأسيسها، ولتأكيد عنايتها بتكريس رام الله كمدينة عرفت على مدى تاريخها الطويل والحافل بخضرتها وجمالها.
وقال: الشجرة شكلت على الدوام عنوانا لهويتنا الوطنية، وقد ارتبطت بمدينة رام الله منذ زمن طويل، وبالتالي فإن الحملة تمثل عنصرا أساسيا ضمن احتفالات البلدية بمئويتها، وتوجهاتها لزيادة المساحات الخضراء في المدينة.
وبين حبش، أن الحملة لن تكون سوى بداية لنشاط مستمر على صعيد تخضير رام الله، لتكريسها بحق كمصيف فلسطين، مشيرا إلى صدى تنفيذ الحملة ومدى الانعكاسات الايجابية من قبل المواطنين وكافة فئات المجتمع المحلي.
وذكر مدير دائرة الخدمات في البلدية، جاد قندح، أن الحملة تسير بوتيرة متميزة، وضمن الخطة الموضوعة، وبالتوازي مع فعاليات الأنشطة الترويجية والإعلامية المرافقة للحملة، والتي تشمل توزيع مواد دعائية، وبث "سبوتات" في الإذاعات، ونشر إعلانات في الصحف، وما إلى ذلك.
وأثنى قندح على التجاوب الكبير من قبل المتطوعين من طلبة المدارس وممثلي المؤسسات مع أنشطة الحملة، موضحا أن عدد المتطوعين وصل إلى أكثر من 1000 متطوع، مؤكدا أن العدد سيبلغ أضعاف هذا الرقم مع نهاية الحملة.
وتطرق إلى أن الحملة تبرز حرص البلدية على جمالية رام الله والحفاظ على رونقها، وبيئتها، وخاصة في ظل التوسع العمراني الذي تشهده المدينة.
وتابع: إن البلدية تتطلع إلى ترسيخ حقيقة رام الله كمدينة يمتزج فيها جمال الطبيعة، بالتطور العمراني، وبالتالي فإن الحملة مظهر رئيسي ضمن إستراتيجية البلدية التي لا تعنى بالارتقاء برام الله ليس على الصعيد الاقتصادي والتنموي فحسب، بل والحضاري.
وأوضح أن أهمية الحملة لا تقتصر على الجانب البيئي وزيادة رقعة المساحات الخضراء، بل تتعداها لتشمل إعادة اعتبار للعمل التطوعي، والذي بدأ يشهد تراجعا ملحوظا مقارنة مع فترات سابقة.
كما أفاد بأن الحملة تأتي لتكرس مبدأ الشراكة بين البلدية وعدد كبير من المدارس ومؤسسات المجتمع، ولتوجد حالة من الحراك والعمل المشترك على صعيد تنفيذ مبادرات تهم كل مواطني المدينة وزائريها، عدا عن التوعية بأهمية الشجرة.
وتطرق إلى أن البلدية وفي إطار حرصها على تكريس مفهوم ومبدأ الشراكة، بادرت إلى تشكيل لجنة تنسيقية لمتابعة تنفيذ الحملة، تضم ممثلين عن كل من جمعية الإغاثة الزراعية، ومجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين، وجامعة بيرزيت، ومديرية الزراعة في رام الله والبيرة، واتحاد لجان العمل الزراعي، بالإضافة إلى شخصيات اعتبارية مثل إميل عشراوي، والدكتور كمال شمشوم، وعادل بولص، وعلي عواد، والدكتور غسان طوباسي.
وبين أن تنفيذ أنشطة الحملة يتم ضمن توجيهات ورؤية اللجنة التنسيقية، وتبعا لنتائج المسح الميداني الذي أجرته الطواقم الفنية في البلدية خلال وقت سابق، لافتا بالمقابل إلى أن الحملة اصطدمت ببعض العوائق، مثل عدم توفر كميات من الأشجار ضمن المواصفات المطلوبة، وعدم مراعاة بعض المواطنين للأشجار، وقيامهم باقتلاعها، الأمر الذي حمل البلدية والشرطة على فرض غرامات بحق من ضبط منهم.
ولفت إلى أن تنفيذ نشاطات الحملة سيستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، داعيا المواطنين إلى العناية بالأشجار، وعدم السماح بالعبث بها، أو اقتلاعها.
وأكد قندح، أن الحملة لن تكون نهاية المطاف بالنسبة للبلدية، بل ستليها خطوات عديدة على مدار العام الجاري، بما يؤدي إلى إعادة رونق رام الله كمدينة خضراء، تعبق برحيق الخضرة والتمدن.
كما أضاف بأنه ما كان يتم إطلاق وتنفيذ الحملة بمعناها ومضمونها دون تكاثف الجهود الجبارة ابتدءا من رئيسة البلدية السيدة جانيت ميخائيل ووقفة جادة من مدير البلدية احمد أبو لبن وكافة الطواقم العاملة في البلدية.
واعتبرت منسقة الحملة، ملفينا الجمل، أن الحملة تمثل خطوة نوعية جديدة في إطار سعي بلدية رام الله، إلى تمكين المواطنين من التمتع بأجواء صحية وبيئية جيدة في المدينة.
وقالت الجمل: تعاون المؤسسات والمدارس مع أنشطة الحملة مميز للغاية، ويؤكد تعطش الجمهور لمثل هذه الأنشطة، ومدى إدراكه لأهمية الشجرة، وتوفير المساحات الخضراء.
واستطردت: الكثير من المؤسسات تتصل بنا، وتبدي رغبتها بالمشاركة في الحملة، وهذا ما يؤكد أن الحملة جاءت في وقتها، وأنها تلقى اهتماما كبيرا.
وأشارت إلى دور الحملة في توطيد العلاقات بين البلدية والمواطنين، وتفعيل مبدأ العمل التطوعي.
وبينت أن المتطوعين قاموا بزراعة الأشجار في كثير من الأيام، دون أن يكترثوا لبرودة الطقس وهطول الأمطار، ما يعني أن الحملة تمثل الكثير بالنسبة إليهم.
وأوضحت أن أنشطة زراعة الأشجار، اقترنت مع تنفيذ فعاليات توعوية، حيث يتم توعية الطلبة بأهمية الأشجار، وفوائدها وأنواعها، وضرورة الحفاظ عليها، باعتبار ذلك مسؤولية مجتمعية.
وقالت: إننا ننسق مع مديرية زراعة رام الله والبيرة لإرسال مرشدين زراعيين إلى المدارس، لإعطاء لمحة حول ما تشكله الشجرة من أهمية بالغة.
كما عبرت عن سعادتها لتواصل تنفيذ الأنشطة الترويجية والإعلامية المصاحبة للحملة، والتي تلاقي بدورها إقبالا كبيرا.
وختمت بالإشارة إلى أن الحملة تنسجم مع خطة توعوية بيئية شاملة تنفذها البلدية، بالتعاون مع مدارس رام الله، ستتواصل حتى نهاية العام 2008.
ومن ناحيته أكد صقر حناتشة، المسؤول التنفيذي للحملة، بأن هذه الحملة جاءت لتعيد الاعتبار للعمل التطوعي، معربا عن شكره للعاملين في قسم صحة البيئة من موظفين وعمال ومسؤولين، فلولاهم لما لاقت الحملة هذا النجاح.
وحث مواطني المدينة والسلطة الوطنية على الاهتمام بالأشجار والمحافظة عليها، وردع كل من يحاول العبث بها وذلك للعمل سويا من اجل الارتقاء بمدينة رام الله.
مشاركات القــرآء