في خطوة نحو توطين أهداف التنمية المستدامة، وبدعم من برنامج موئل الأمم المتحدة، و لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) وعلى الرغم من التحديات، تطلق مدينة رام الله أول استعراض طوعي محلي فلسطيني بما يتماشى مع معايير التنمية الحضرية الشاملة والمرنة.
عمان، 12 تشرين الثاني 2025، ضمن فعاليات ورشة العمل الإقليمية لتوطين أهداف التنمية المستدامة، أطلقت بلدية رام الله استعراضها الطوعي الأول، وذلك خلال جلسة خاصة أقيمت في العاصمة الأردنية، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة، الحكومات المحلية، المجتمع المدني، والقطاع الأكاديمي من مختلف الدول العربية.
تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المبذولة محلياً وإقليمياً، والرامية لتوطين أهداف التنمية المستدامة في فلسطين، حيث تم تنفيذ هذا النشاط في إطار مشروع " الصندوق الفرعي الخاص بخطة التنمية المستدامة 2030 لتعزيز التعافي بعد جائحة كوفيد 19 وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة عبر العمل المحلي في مناطق آسيا والمحيط الهادئ والدول العربية والأفريقية ". بات هذا النوع من المراجعات الطوعية اليوم أداة رئيسية لتوطين أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر على المستوى العالمي، وهي منهجية رائدة تعزز قدرة المدن على قياس التقدم، ومشاركة التجارب، وتوحيد السياسات بناءً على أدلة واضحة.
وقد عملت بلدية رام الله بنهج تشاركي، وبإشراف لجنة توجيهية ضمت كل من وزارتي التخطيط والحكم المحلي، الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية، الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إضافة لممثلين عن الدوائر المختلفة في بلدية رام الله، إلى جانب المجلس البلدي للأطفال، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني الفعالة في تشكيل هوية المدينة الاجتماعية والثقافية.
تمثل هذه الوثيقة خارطة طريق لمواءمة الأهداف الاستراتيجية والخطط التنموية المحلية لمدينة رام الله لمعايير الاستدامة العالمة، من خلال تسليط الضوء على التقدم المُُحرز في ستة أهداف رئيسية للتنمية المستدامة، وهي: التعليم الجيد (الهدف الرابع)، والعمل اللائق والنمو الاقتصادي (الهدف الثامن)، والمدن والمجتمعات المحلية المستدامة (الهدف الحادي عشر) والعمل المناخي (الهدف الثالث عشر)، والسلام والعدل والمؤسسات القوية (الهدف السادس عشر)، والشراكات لتحقيق الأهداف (الهدف السابع عشر).
وفي هذا السياق، أكدت راينا هداية، المديرة الإقليمية لبرنامج موئل الأمم المتحدة، " أن مدينة رام الله اليوم هي جزء من حركة إقليمية وعالمية متنامية من المدن التي تسعى إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة" مشددة على "التزام برنامج موئل الأمم المتحدة استمراره بالعمل نحو ترجمة أهداف التنمية المستدامة لواقع ملموس في منطقة الدول العربية وفي مقدمتها الهدف الحادي عشر المعني ببناء مدن شاملة وآمنة وقادرة على الصمود."
واكد مدير عام بلدية رام الله ورئيس اللجنة التوجيهية للمراجعة الطوعية المحلية احمد ابو لبن، ان تحقيق التنمية المستدامة يبدأ من المدن، وان رام الله ورغم جسامة التحديات، الا أنها تتقدم بخطى واثقة، مشيراً الى ان هذه المراجعة لم تشكل محطة للمراجعة والتقييم فحسب، بل كانت محطة للتطوير والتغيير.
من جهته، أشار رئيس بلدية رام الله عيسى قسيس أن هذه المبادرة، وانسجاما مع استراتيجية بلدية رام الله ورؤيتها، تتكامل مع المبادرات الأخرى للبلدية، إذ ننظر إلى كل مبادرة باعتبارها حلقة في سلسلة مترابطة ومتكاملة ترجمة لفهمها ولالتزامها بالمنهج الافقي المترابط (Horizontal Integrative Approach
)."
من جانبه، أشاد رئيس اتحاد الهيئات المحلية الفلسطيني، السيد عبد الكريم الزبيدي، بهذه الخطوة الريادية، مؤكدًا أن "مدينة رام الله تمثل
نموذجًا ملهمًا للمدن الفلسطينية في سعيها نحو تبنّي منهجية التخطيط المستدام والعمل القائم على الأدلة وأشار إلى أن "الاتحاد سيواصل دعمه للبلديات الفلسطينية كافة لتعزيز قدراتها في توطين أهداف التنمية المستدامة وتحقيق تنمية محلية شاملة."
من جهتها هنأت رئيسة وحدة المعلومات في الاسكوا سكينة النصراوي، بلدية رام الله على هذاا لانجاز وخاصة في ظل الاوضاع الصعبة التي تمر فيها هيئات الحكم المحلي في فلسطين.
للاطلاع على الاستعراض الطوعي المحلي مدينة رام الله 2024، إضغط على الرابط: